فيديو
الايمان بالقضاء والقدر واثره في سلوك الفرد للشيخ الدكتور عبد الكريم زيدان
.. المزيد
عن الشيخ
لم  يكتِّب  الشيخ عبدالكريم زيدان رحمه الله سيرته الذاتية بكتاب جامع لها, ولم يكن يكترث كثيرا لهذا (رحمه الله), ولكن شاء الله ان يقوم باحث في جامعة الازهر الشريف بتسجيل رسالة دكتوراه بعنوان (جهود د. عبدالكريم زيدان في خدمة الدعوة الاسلامية), وكان من متطلبات رسالته هذه ان يخصص فصل كامل فيها عن حياة الشيخ, فوجه هذا الباحث اسئلة كثيرة للشيخ أرسلها له الى صنعاء - حيث كان يقيم آنذاك – واجاب الشيخ عنها في حينها .. المزيد
حكم محاكاة القران
حكم محاكاة القرآن في غير ما نزل فيه  (استخدام الآيات القرآنية بصورة غير مناسبة في المقالات الصحفية) سؤال: إحدى الصحف نشرت في مقال لها ما نصه: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب البيض... ألم يجعل كيدهم في تقويض، وأرسل عليهم صقور التوحيد، وفهودا سمراً صناديد، فجعلهم في منفى أشتاتا رعاديد)  فما قولكم في مثل هذا الكلام؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين، أم .. المزيد

الأرشيف --> البيانات

بيان حول الموقف الشرعي مما يجري على العراق من عدوان ( غزو العراق 2003م )

في يوم الأربعاء 16 محرم 1424 هـ الموافق 19 اذار/مارس 2003م , بدأت عملية غزو العراق والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا, وفي هذه الفترة أصدر الشيخ عبدالكريم زيدان بيانا حول هذه الكارثة العظمى مبينا التكييف الشرعي لها, وما يجب على المسلمين افرادا وشعوبا ودولا القيام به, وفيما يلي نص البيان الذي هو فتوى شرعية حول هذا الموضوع:

الحمد لله ولي المؤمنين. ولا عدوان الا على الظالمين والكافرين. والصلاة والسلام على الرسول محمد وعلى جميع اخوانه من النبيين وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهديه الى يوم الدين.

نشير إلى بياننا الذي وقعه علماء العراق في الخارج بتأريخ 29 شعبان 1423هجرية - المصادف 4/11/2002م والمتضمن الحكم الشرعي للتهديدات المتوقعة بالعدوان على العراق حينذاك.

والآن وقد وقعت الكارثة والنازلة العظمى وهجم العدو الكافر على البلد المسلم العراق، حيث هاجمه من الجوّ والبرّ والبحر مما لم يفعله هولاكو في هجومه على العراق في القرن السابع الهجري، وأصبح من الكلام المعروف المكرر الذي لا يخفى حتى على العجائز والصبيان والصغار، من أنَّ الجهاد أصبح فرض عين، فقد احتُلت الأرض وهتك العرض وانتهكت الحرمات وازهقت الارواح، ودمرت الممتلكات. وكل ذلك على نحو مسموع ومرئي مما يثير الحليم ويعيد الحِميَّة لفاقدها . والآن نريد بيان ما يأتي مذكرين ومنذرين:

أولاً- التذكير الأخير بالواجب الشرعي على كل حاكم مسلم

الواجب الشرعي على كل حاكم مسلم في أي بلد عربي مسلم، وفي أي بلد مسلم آخر أن يعلن النفير العام - أي التعبئة العامة - للجيش ولعموم أفراد الشعب، لأن هذا هو الواجب الشرعي على المسلم الحاكم إذا أحتل الكافر بلداً اسلامياً . والمقصود بالنفير العام تهيئة كل فرد نفسه للقتال.

أن يصدر الحاكم المسلم في كل بلد إسلامي لاسيما في البلاد المجاورة للعراق ومصر ودول الخليج إنذاراً إلى القوات الأمريكية والإنكليزية والمتعاونة‏ بالانسحاب حالاً من العراق وإعلان البدء بهذا الانسحاب خلال ساعات قليلة، والا سيتم اتخاذ تدابير حاسمة أخرى ومنها:

  •   إيقاف ضخ النفط من قبل الدول العربية والإسلامية. المصدرة للنفط لتعطيل آلة الحرب العدوانية عن سفك دماء الشعب المسلم في العراق.
  • قطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء فورا من عواصم دول العدوان وطرد سفرائهم من بلادنا. وهذه أقل ما تتطلبه حقوق المسلم على المسلم. ففي الوقت الذي تطلب أمريكا من دول العالم طرد الدبلوماسيين العراقيين ، أفلا يكون من الواجب مقابلة كيدهم بالمثل؟ !
  • غلق أجواء وأراضي ومياه وممرات الدول الإسلامية أمام آلة العدوان الهمجي الغاشم.
  • ويتبع ذلك مباشرة إصدار الأوامر من قبل كل حاكم مسلم لجيشه والمتطوعين بالتوجه حالاً إلى العراق لنجدة إخوانهم ومقاتلة العدو استجابة لأمر الله تعالى: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ). 

وليعلم كل حاكم مسلم بأن أفراد الجيش كلهم يتطلعون لأمرٍ من حاكمهم للتوجه لنصرة العراق وأهله ، لأن صدور هؤلاء الجنود الأبطال تغلي كالمرجل غضبا وحقداً طلباً للثأر من هؤلاء الكفرة الذين أذلوا المسلمين في كل بلد إسلامي ، وليعلم الحكام أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فإن انفجار هذا الغضب الهائل قد يهز منهم العروش. وليعلم الحكام أن شعوبهم ستنصرهم وتحمي حكمهم بأرواحهم إذا أعلنوا هذا النفير المقدس.

وليعلم جميع من يمنع تحرك ودخول الجيوش ومن معهم من المتطوعين من دخول العراق، أنهم يُعتبرون مثل العدو في استحقاق القتال و جهاد الدفع.

ثانياً- واجب علماء الإسلام

إن الواجب الشرعي على علماء الإسلام في كل بلد إسلامي لاسيما البلاد العربية وعلى رأسها مصر والسعودية وسورية ودول الخليج والأردن ثم سائر الدول الإسلامية الأخرى، أن يتقدموا الجيوش التي استنفرها الحكام ليمدوهم بالمدد الروحي ويذكِّروهم بأجر الشهداء و منزلتهم عند الله تعالى.

وإذا لم يستجب الحكام لإعلان النفير العام، فعلى علماء كل بلد إسلامي التوجه إلى الحاكم يطلبون منه إعلان النفير العام كما يأمر الشرع الإسلامي وإذا رفض فعليهم أن يتولوا هذا النفير وإعلانه بأنفسهم.

على عامة المسلمين طاعة العلماء عند إعلانهم النفير، ووجوب الطاعة هذه تشمل جميع أفراد الشعب بمن فيهم أفراد القوات المسلحة، لقوله تعالى مخاطبا المؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)) والمقصود بأولي الأمر: الحكام أو العلماء ، ومآل التفسيرين يرجع إلى العلماء ولزوم طاعتهم ، ولأن الحكام مطلوب منهم طاعة الشرع وأن لهم حق الطاعة على الشعب ما داموا يطيعون الشرع ويأمرون بما يأمر به. والعلماء هم الذين يُبلغون الحكام بأوامر الشرع. فطاعة الناس للحكام هي في الحقيقة طاعة للشرع وأوامره ومنها وجوب النهوض لمقاتلة الكفرة إذا احتلوا بلاد المسلمين.

ومن الواجب الشرعي على العلماء أن يجتمعوا فوراً في مجامعهم الفقهية في الأزهر أو في السعودية أو في غيرهما من البلاد ليعلنوا النفير العام ويعلنوا تقدمهم لجموع المجاهدين والتوجه بهم إلى العراق.

ثالثاً - واجب عموم المسلمين

  وعلى عموم المسلمين، بل وعلى كل مسلم لا يعيقه عن الجهاد عذر شرعي وجوب التَوَجّه إلى العراق والاشتراك مع المجاهدين من أفراد الجيش والمتطوعين في قتال العدو امتثالا لأمر الله تعالى في نصرة إخوانهم ونيلاً للشهادة التي يتمناها كل مسلم. وهي حاصلة بحول الله لكل من يسقط في هذا الميدان فهو شهيد عند الله تعالى لأنه يدافع عن دينه وعرضه ووطنه وبهذا المعنى جاء الحديث الشريف.

إذا لم يقم الحكام بإعلان النفير العام، ولم يقم العلماء بواجبهم الشرعي، فإن تنفيذ واجب الجهاد بالقتال ينتقل الى جميع المسلمين، فيؤلفون الجماعات والمنظمات التي تتلقى طلبات المتطوعين وتجميعهم وتسعى إلى نقلهم إلى العراق وتزويدهم بالمال عن طريق جمع التبرعات لهم من المسلمين. وإذا لم تقم مثل هذه الجماعات والمنظمات بهذا الواجب، واستطاع الفرد المسلم القادر على مقاتلة الكفرة المعتدين أن يتوجه إلى العراق لمقاتلة الكفار فعليه فعل ذلك مادام قادراً عليه ولا يمنعه من ذلك عذر شرعي.

يجب على كل مسلم الاشتراك في جهاد الأعداء الكفرة عن طريق بذل المال وأي عون آخر (مادي واعلامي وتقني) للمجاهدين المقاتلين للأعداء، ولأهل العراق الذين أصابهم الضرر والأذى من هؤلاء الكفرة الغزاة المعتدين.

رابعاً - النذير الأخير للجميع

قال تعالى في سورة التوبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).

ويقول الامام ابن العربي المالكي في العذاب الذي يصيب المتخلفين عن جهاد الكفار وقتالهم انه في الدنيا استيلاء العدو عليهم وفي الآخرة نار جهنم. وهذا هو الذي جاءت به الآيات تحذيراً وانذارا ًللجميع من حكام وعلماء وعموم المسلمين.

وختاماً نسأل الله تعلى أن يرزق حكام المسلمين عموماً وحكام العرب خصوصاً صدق الانتماء الى الإسلام، وصدق الولاء مع الله والوفاء مع الرعية واحترام عقيدتها ومشاعرها. كما نسأله جلت قدرته ان يرعى المجاهدين في العراق بعنايته ولطفه ويزيد وحدتهم وتلاحمهم قوةً وعزيمةً وصموداً، وغلظة على الكفرة الغزاة، ويبصرهم بما يعزهم وبما تعلو به كلمة الله وتندحر به قوى الكفر الغازية.

اللهم منزل الكتاب منشئ السحاب هازم الأحزاب اهزم أحزاب امريكا المعتدية ومن يساندها . واجعل كيدهم في نحورهم .فأنت يا ربنا حسبنا ونعم الوكيل.

الشيخ عبدالكريم زيدان

صدر في يوم ا لأحد 27 محرم /1424هـ 

الموافق 30/3/2003م


طباعة هذه الصفحة طباعة هذه الصفحة

نشرت بتاريخ: 2015-02-16 (5843 قراءة)