نصيحة لجميع المسلمين في العراق قواعد تغيير المنكر باليد للقادر عليه في موضع تكون الولاية فيه لغيره ربح صهيب مسائل في الشان السوري كلمة الدكتور عبد الكريم زيدان في مؤتمر الشيخ امجد الزهاوي المنعقد في مركز الزهاوي للدراسات الفكرية شرح الاصول العشرين أثر الشريعة في الحد من المخدرات الحكم الشرعي في الدعوة الى الفدرالية او الاقاليم في العراق
فتوى مشروعية الانضمام الى مجلس الحكم العراقي المتشكل بعد احتلال العراق 2003م
بعد اشهر قليلة من احتلال العراق, تشكل مجلس الحكم في 12 جمادى الأول 1424هـ الموافق 12تموز/يوليو 2003م ... وقد بين الشيخ عبدالكريم زيدان الحكم الشرعي في الانضمام لهذا المجلس بفتوى مكتوبة ننشر نصها حرفيا.
سؤال: ما مشروعية الانضمام الى مجلس الحكم العراقي المتشكل بعد الاحتلال؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
نجيبك باختصار عما سالت عنه وهو الحكم الشرعي من مجلس الحكم الانتقالي وقبول العضوية فيه فنقول وبالله التوفيق بما يلي:
اولا : ان هذا الموضوع يحكمه اصل واستثناء او عزيمة ورخصة اما الاصل فيقوم على اشياء قطعية وهي ان واجب المسلمين جماعات وافراد، دفع الكافر اذا احتل بلد اسلاميا لإخراجه وعدم تمكينه واعانته باي شكل من الاشكال المعونة على البقاء والتسلط على المسلمين وهذا امر يعرفه صغار المطلعين على الفقه الاسلامي.
ثانيا : ازاء هذا الاصل او القاعدة او العزيمة يوجد الاستثناء او الرخصة التي يجوز الاخذ بها على اساس تحقيق مصلحة راجح للمسلمين او دفع مفسدة يترجح دفعها عن المسلمين وان استلزم تحقيق هذا الاستثناء او المصلحة مهادنة الكافر وعدم بذل الجهاد المطلوب بدفعه واخراجه من دار الاسلام.
ثالثا : وفي ضوء ذلك علينا ان ننظر الى المصلحة الراجحة التي تبيح للمسلم تعطيل جهاد الكافر والقبول بتلقي الامر منه والخضوع له عن طريق الانضمام الى مجلس الحكم الذي اوجده كما ننظر الى المفسدة الكبرى التي ندفعها عن المسلمين بهذا الانضمام والقبول الى مجلس الحكم وما يدل عليه هذا الانضمام من معاني سأذكرها:
المصلحة المدعاة بهذا الانضمام تتلخص في ان المسلم بانضمامه الى هذا المجلس يمكن ان يشفع لبعض الذين يصيبهم الاذى من الكافر المحتل وكذلك يكون على اطلاع وعلم بما يجري داخل هذا المجلس وما يطرح فيه من اقتراحات واراء من قبل الاعضاء الاخرين من شيعة وعلمانيين فيستطيع ان يرد عليهم وان يفسد عليهم خططهم كما ان في انضمام المسلم لهذا المجلس يستطيع ان يقترح على الحاكم الكافر بعض ما ينفع المسلمين من تحقيق الامن للناس وتشغيل العاطلين عن العمل بإيجاد فرص العمل لهم والاسراع في توفير الخدمات الضرورية للناس.
اما المفاسد والاضرار المترتبة على انضمام المسلم لهذا المجلس، فمنها:
وعند المقارنة بين المصلحة المدعاة تحقيقها والمفاسد المترتبة على قبول الانضمام الى هذا المجلس وما يترتب عليه من ترك الجهاد وتثبيط المجاهدين يتبين لنا بك وضوح عدم وجود اي مبرر للأخذ بالرخصة او بالاستثناء للأصل الذي ذكرناه في اول الجواب وبالتالي يبقى الحكم الشرعي وهو عدم جواز الولاية من الكافر بالانضمام الى مجلس الحكم ومن يدعي جواز ذلك بقبول يوسف عليه السلام وظيفة توزيع الاقوات على الناس بأخذ هذه الولاية من فرعون فهذا قياس فاسد ، لان يوسف عليه السلام فبل هذه الولاية بكامل الصلاحية لمتطلباتها ومقتضياتها كما اشار القران الى ذلك وعضو مجلس الحكم لا يملك ادنى صلاحية لان الصلاحية الحقيقية والامر والنهي بيد الكافر المحتل وحتى ولو اعطى شيء من هذه الصلاحية فان ما ينفذ منها يستلزم موافقة الاكثرية وليست موازين الاكثرية في المجلس موازين اسلامية وبالتالي لا يستطيع المسلم ان يحمل المجلس على الاخذ بآرائه الشرعية.
ولكن نحب ان نختم جوابنا هذا باننا لا ننصب انفسنا ونبذل جهدنا في ذم وقدح من انتسب الى هذا المجلس من المسلمين، ويكفينا ان بينا راينا في حينه بمنشور وزع على الناس فيما نظن، وفي هذا كفاية، ونستمر في تشجيع المجاهدين استجابة لقوله تعالى (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)، والله يقول الحق، وندعوه ان يبصرنا بالصواب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
د . عبد الكريم زيدان
نشرت بتاريخ: 2015-02-16 (5750 قراءة)