التخريج الأُصولي لترجيحات الدكتور عبدالكريم زيدان في كتابه " احكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام " - نماذج مختارة.

بحث محكّم من تأليف الدكتور مصطفى كاظم المشهداني و الدكتور صبري خلف الجميلي نُشر في المجلة الاردنية في الدراسات الاسلامية (مجلة علمية محكمة تصدرها جامعة آل البيت في المملكة الاردنية الهاشمية بدعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي) بعددها الاول / المجلد 17 للعام 1442هـ / 2021م .

تناول الباحثان علم التخريج الأُصولي لدى الشيخ عبدالكريم زيدان (رحمه الله) في كتاب من كتبه, الا وهو كتاب " احكام الذميين والمستأمنين في دار الاسلام" والذي الفه عام 1962م وله فيه أراء ترجيحية في غاية الاهمية. حيث قام الباحثان بتأصيل نماذج من هذه الترجيحات من خلال تخريج الفروع غلى الأُصول في العموم والمفهوم والقياس وقول الصحابي وفعله.

البحث يتكون من مقدمة ومباحث خمسة وخاتمة مع النتائج والتوصيات.

المقدمة:

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا, مَن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, واشهد ان محمدا عبده ورسوله ﷺ وعلى آله وصحبه تسليماً كثيرا.

أما بعد

فان علم تخريج الأُصول على الفروع, علم عظيم نفعه واثره إذ به يجمع بين علمين عظيمين هما: الفقه, والأُصول. وبه يخرج علم أصول الفقه من جانبه النظري الى الجانب التطبيقي, فتظهر معه الفوائد والثمرات التي تكسبه مزيدا من الوضوح ومما يبين أهمية هذا العلم, علاقته الوطيدة بين الأُصول والفقه, فهو حلقة الوصل بينهما, فيتمكن الفقيه به من الاستفادة من القواعد الأُصولية على الوجه الاكمل وجمع شتات مسائل الفروع والعلم بمأخذ الائمة فيها, وذلك بتخريج كل فرع على اصله ورد كل مسألة فرعية الى قاعدتها الأُصولية, فتنضبط بذلك الفروع, ويسهل القياس على الأُصول, يقول الامام القرافي: ( فيما يتعين ان يكون على خاطر الفقيه من أصول الفقه, وقواعد الشرع, واصطلاحات العلماء, حتى تُخّرج الفروع على القواعد والأُصول, فإن كل فقه لم يُخّرج على القواعد فليس بشيء) وهذا البحث يندرج تحت طريقة تخريج الفروع على الأُصول.

مشكلة البحث:

ان كثيرا من الباحثين في الفقه وأصوله لا يستطيع ان يجمع بين الفقه وأصوله فيكتب في الفقه بمعزل عن الأُصول, فترى بضاعته في الأُصول ضعيفة, يعرف الحكم الفقهي ولا يعرف مأخذه الذي استند اليه, أو يكتب في الأُصول بمعزل عن الفقه فيكتب في القواعد الأُصولية مجردة من التطبيقات الفقهية, ولذا جاء البحث للإجابة عن هذه المشكلة.

اسباب اختيار الموضوع

ومن ابرز اسباب اختيار هذا الموضوع ما يأتي

اهمية علم تخريج الفروع على الأُصول والحاجة اليه فضلا عن قلة البحوث فيه, وقد سبق الدكتور عبدالكريم زيدان – رحمه الله – علماء اهتموا بالتخريج الأُصولي فجمعوا بين الفقه واصوله كالإمام الزنجاني صاحب كتاب تخريج الفروع على الأُصول.

مكانة الدكتور عبدالكريم زيدان – رحمه الله – فقد كان متمكنا في الفقه محيطا بالكثير من فروعه ومسائله, معتنيا بالدليل ووجه دلالته, فقد كان متصفا بصفات الفقهاء الكبار, فضلا عن دقته في الاستنباط, فكان لزاما علينا ان نبرز جانبا من جهده وشخصيته فيما يتعلق بتخريج الأُصول على الفروع.

يعطي الباحث ملكة قوية تجعله مؤهلا لان يجمع بين الفقه وأصوله, ومعرفة كيف بني الحكم في كل مسألة.

خطة البحث

وقد اقتضت طبيعة البحث تقسيمه على مقدمة ومباحث خمسة وخاتمة.

أما المبحث الاول, فقد كان في التعريف بعلم تخريج الفروع على الأُصول, ونبذه مختصرة عن حياة الدكتور عبدالكريم زيدان – رحمه الله-.

أما المبحث الثاني, فقد كان في تخريج الفروع على الأُصول في العموم والمفهوم والقياس وقول الصحابي وفعله, وفيه مطالب اربعة. وجاءت الخاتمة لتبرز أهم نتائج البحث.

طباعة هذه الصفحة

نشرت بتاريخ: 2021-11-22 (2444 قراءة)