فيديو
الايمان بالقضاء والقدر واثره في سلوك الفرد للشيخ الدكتور عبد الكريم زيدان
.. المزيد
عن الشيخ
لم  يكتِّب  الشيخ عبدالكريم زيدان رحمه الله سيرته الذاتية بكتاب جامع لها, ولم يكن يكترث كثيرا لهذا (رحمه الله), ولكن شاء الله ان يقوم باحث في جامعة الازهر الشريف بتسجيل رسالة دكتوراه بعنوان (جهود د. عبدالكريم زيدان في خدمة الدعوة الاسلامية), وكان من متطلبات رسالته هذه ان يخصص فصل كامل فيها عن حياة الشيخ, فوجه هذا الباحث اسئلة كثيرة للشيخ أرسلها له الى صنعاء - حيث كان يقيم آنذاك – واجاب الشيخ عنها في حينها .. المزيد
حكم محاكاة القران
حكم محاكاة القرآن في غير ما نزل فيه  (استخدام الآيات القرآنية بصورة غير مناسبة في المقالات الصحفية) سؤال: إحدى الصحف نشرت في مقال لها ما نصه: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب البيض... ألم يجعل كيدهم في تقويض، وأرسل عليهم صقور التوحيد، وفهودا سمراً صناديد، فجعلهم في منفى أشتاتا رعاديد)  فما قولكم في مثل هذا الكلام؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين، أم .. المزيد

المؤلفات --> مقالات

تذكير وتحذير

مقال قديم كتبه الشيخ عبدالكريم زيدان مخاطباً اخوانه في العمل الدعوي الاسلامي, المقال نشر في مجلة الاخوة الاسلامية لسان حال جماعة الاخوان المسلمين آنذاك بعددها الحادي عشر الصادر في 3 شعبان 1372هـ الموافق 17 نيسان/ابريل 1953م.

بقلم: الاستاذ عبدالكريم زيدان

أخي... إعلم – وانت العليم – أن العلم قبل العمل (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ) فاعرف منهجك فالخارطة قبل البناء, وتثبت من معالم الطريق لئلا تحيد عن الطريق فتهلك مع الهالكين وتضل مع الضالين, فقد تعددت الدعوات وتنوعت الصيحات وكثرت الجماعات (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)... وطريق الله واحد مستقيم لا عوج فيه ولا التواء ولا غموض ولا غموض ولا خفاء (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) ... والزم الجماعة فيد الله مع الجماعة ومن يشذ يشذ في النار(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) ... واحذر الشيطان فقد يأتيك عن طريق مصلحة الدعوة ليخرجك من الدعوة ويدفعك الى محاربتها ويحملك على انتقاص القائمين بها بتأويل باطل ممقوت وبحجة هي اوهى من بيت العنكبوت ....وقديما استزل الشيطان اقواما (يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وقراءته مع قراءتهم) فاستباحوا قتل المسلمين وعفوا عن المشركين فوقعوا فيما فرو منه... وكل ميسر لما خلق له, وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء...

اخي... اياك ان تمشي في الارض بلا نور – وعندك النور – فالظلام جدَّ شديد والناس في حندس يتصادمون ويتساقطون ولا يخرجوا من ظلمة الا ليبقوا في ظلمة (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) , (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) ... ولا تفتر – ابها الاخ – برغبة تجول في نفسك فالرغبة فراشة لها جناحان سرعان ما تطير .... وكن كنار الفضا لا كنار الحَلْفَاء لها مظاهر النار ولا دوام لها ولا بقاء... وتوثق من قوة روحك فالحمل ثقيل ولا من معين الا الله (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا).

اخي... إنك ترقى جبلا لتبلغ القمة وليس في الجبل إلا ما تعرف من وعورة واشواك واحجار... فلا تنقطع عن الركب وقد قطعت شيئا غير يسير.... وعند الصباح يحمد القوم السُّرَى...

واياك ان تستعجل الثمرة فانك تزرع نخلاً لا فجلاً .... والنخل لا يأتي  أُكْلَهُ  الا بعد حين... ( فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى ) ... ولا تلتفت الى تثبيط المثبطين وسخرية الساخرين وجهل الجاهلين وقول القائلين: ماذا عملت؟ والى اين وصلت؟ ومتى تبلغ الغاية ومشيك وئيد وانت تدعو بلا عنف ولا تهديد؟ فقل لهؤلاء المتشدقين القاعدين, وقد رضوا أن يكونوا مع الخوالف وينتقدوا العاملين ويبخسوا الناس اشيائهم, قل لهؤلاء: ان إيقاد شمعة في ظلمة الليل البهيم خير من سبَّ الظلمة والظلام... وان قطرات الماء الدائمة السقوط لتفعل في الصخر ما لا تفعله قربة الماء تفرغها على الحجر وتمضي في سبيلك...وان هداية فرد واحد خير من الدنيا وما فيها (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها)....وما عرفنا ظلاماً زال بالشتم والنفخ... ولكن بشموع تحترق ومصابيح تتقد, فكن انت ايها الاخ الحبيب شمعة من هذه الشموع ومصباحا من هذه المصابيح... وليكن غيرك ما يكون.

اخي... كن في الناس كالمغناطيس مع الحديد تجذب ولا تنجذب وتؤثر ولا تتأثر واخرج الحيارى من الظلمة الى النور (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) ... ولا تبتئس من اعراض البعض ونفورهم (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ) وقد ظل نوح يدعو قومه الف سنة الا خمسين ... ولا تحزن انك جندي مجهول فانت عند الله معروف, ... وقديما قيل لعمر رضي الله عنه: ... وهناك اشخاص استشهدوا لا تعرفهم, فقال الامام العارف, والعبرات تكاد تخنقه, وما تنفعهم معرفة عمر, الله يعرفهم...

والله اكبر ولله الحمد.



المُنْبَتَّ: هو الذي يواصل السير مواصلة مستمرة، ثم يكون من آثار مواصلته أنه يسير مثلا خمسة أيام ما أراح ‏نفسه ولا أراح جمله. ففي هذه الخمسة قد يسير ويقطع، يقطع مسيرة خمسة عشر يومًا في خمسة أيام، ‏ثم يبرك به جمله ويهزل وينقطع به، فينقطع في برية يعني صحراء، فلا هو الذي رفق ببعيره حتى يوصله ولو ‏بعد عشرين يومًا، ولا هو الذي قطع الأرض كلها، بل برك به بعيره في برية؛ وذلك لأنه كلف نفسه، وكلف بعيره ‏فسار عليه حتى أهزله.‏


طباعة هذه الصفحة طباعة هذه الصفحة

نشرت بتاريخ: 2017-04-27 (5657 قراءة)