نصيحة لجميع المسلمين في العراق قواعد تغيير المنكر باليد للقادر عليه في موضع تكون الولاية فيه لغيره ربح صهيب مسائل في الشان السوري كلمة الدكتور عبد الكريم زيدان في مؤتمر الشيخ امجد الزهاوي المنعقد في مركز الزهاوي للدراسات الفكرية شرح الاصول العشرين أثر الشريعة في الحد من المخدرات الحكم الشرعي في الدعوة الى الفدرالية او الاقاليم في العراق
سؤال عن المرجعية في الاسلام
سؤال وجه للشيخ عبدالكريم زيدان فأجاب عليه كتابة, علماً بانه رحمه الله اجاب على سؤال مماثل و بتفصيل اكثر ضمن مقابلة صحفية اجراها معه الدكتور جاسم الشمري الصحفي في جريدة البصائر بتاريخ 26/9/2005م يمكن الرجوع اليها في هذا الموقع لمن اراد التفصيل.
سؤال: ما المقصود بالمرجعية في الاسلام؟ وكيف تطبق؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين, أما بعد:
يقول الله تعالى في سورة النساء الآية 83 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
وهذه الطاعة لله وللرسول وأولي الامر واجبة على كل مسلم في كل شأن من شئون الحياة وأعمال المسلم سواء كان فرداً أو جماعة.
قوله (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) قيل الامراء الذين بيدهم السلطة والحكم وقيل العلماء وهم المراجع الذين يُعلّمون الناس شرع الله وهذا هو الراجح.
إذ ان الامراء يباشرون سلطتهم بالرجوع الى العلماء المجتهدين الثقات الذين لهم القدرة على استنباط الاحكام من الكتاب والسنة والمصادر المعتبرة التي دلت عليهما, وهؤلاء تجب الطاعة لهم في غير معصية الله ورسوله ﷺ .
قوله (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ) أي اذا حصل خلاف بين المسلمين في حكم مسالة أو في حكم عمل ما فيجب الرجوع الى القرآن والسنة ومصادر الاحكام الشرعية الاخرى, التي دلت عليهما نصوص القران والسنة لنعرف الحكم الشرعي فيما تنازعنا فيه.
قوله (فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) والرد الى الله تعالى يعني الرد الى كتابه وهو القرآن الكريم والرد الى الرسول ﷺ يعني الرد الى سنته المطهرة, والرد الى كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ واجب, فإن لم يوجد الحكم في كتاب الله تعالى منصوصاً عليه ومصرحاً به, ففي سنة النبي ﷺ فإن لم يوجد في السنة فيكون بالرجوع الى مصادر الاحكام التي دلت عليها نصوص القران والسنة كالإجماع والقياس ومعرفتنا للحكم لما نريد ان نعرفه من أحكام الشريعة ويكون ذلك بالكيفية التي ذكرناها, فإننا نفعل ذلك بأنفسنا إن كنا قادرين عليه, فإن عجزنا عن ذلك بأنفسنا نرجع الى أهل الذكر, وهم العلماء المجتهدون القادرون على معرفة الاحكام الشرعية من القرآن والسنة والمصادر الاخرى المعتبرة, كما امر الله تعالى بقوله في سورة الانبياء الية 7 (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
قوله (ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) أي وهذا المنهج وهو رد المتنازع فيه إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيه الخير والعاقبة الحسنى للمؤمنين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين.
الاستاذ الدكتور/ عبدالكريم زيدان
الاحد /13 ذي القعدة / 1430 هـ الموافق 1/11/2009م
نشرت بتاريخ: 2017-03-29 (4893 قراءة)