عن الشيخ --> مؤلفات وأطاريح عن الشيخ عبدالكريم زيدان
[رسالة ماجستير] عبدالكريم زيدان جهوده الدعوية وآراؤه العقدية/ الباحثة ايمان باشماخ{السعودية}
عنوان الرسالة (الاطروحة):
عبدالكريم زيدان جهوده الدعوية وآراؤه العقدية.
الجامعة والكلية والقسم:
المملكة العربية السعودية/جدة/جامعة الملك عبد العزيز/ كلية الآداب والعلوم الإنسانية - قسم الشريعة والدراسات الإسلامية
مستوى الدراسة:
ماجستير
التخصص:
اسم الباحثة:
ايمان بدر باشماخ
المشرف على الرسالة (الاطروحة):
د. سميره حسن حامد
تاريخ مناقشة الرسالة (الاطروحة):
1438هـ
/2017م
لجنة المناقشة والحكم:
الأستاذ الدكتور/ سعد بن علي الشهراني ( مناقشًا خارجيًا).
الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن حبنكة الميداني ( مناقشًا داخليًا).
الدكتورة سميرة بنت حسن حامد
مقدّمة
الباحثة إيمان بنت صالح بن أحمد باشمَّاخ
إن الحمد لله؛ نحمدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونتوب إليه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا، ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه؛ صلوات الله وسلامه عليه.
أما بعد:
فقد رفع الله تعالى من مكانة أهل العلم، ونوه تعالى بمنزلتهم في مواضع كثيرة من الكتاب الكريم، وكذا رسوله
ﷺ
في السنة النبوية، قال تعالى في سورة المجادلة (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
، وجعل ﷺ الفقه في الدين دليل إرادة الله الخير بالعبد فقال: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ".
وأهل العلم هم ورثة الأنبياء، وخلفاء المرسلين الأصفياء، نقلوه من بعدهم إلى الأمم، وتحملوا في سبيل نشره كل ضيم وألم، واستلينوا في طلبه وتعليمه كل وعرٍ وشديد، وتركوا لأجله القريب والبعيد.
والمتأمل في التاريخ الإسلامي يجد أن الله سبحانه وتعالى قيَّض لهذا الدين في كل زمان جمعًا من أهل العلم؛ يحملونه، ويبلغونه إلى من بعدهم؛ يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويحيون بكتاب الله تعالى الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس؛ وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين".
فقد حمل هذا الدين صحابة رسول الله
ﷺ
؛ فقاموا به خير قيام، ونشروه صافيًا نقيًا كما سمعوه من نبيهم
ﷺ، ثم تبعهم التابعون، وهكذا من بعدهم؛ يقيض الله لدينه حملة؛ يعملون فكرهم، وأقلامهم، ويسخرون جهدهم، وأوقاتهم لحماية بيضة الإسلام من عاديات المبطلين؛ يبينون للناس المنهج الصحيح، ويسعون لدعوة الناس إليه، ويصدون شبه المبطلين وضلالاتهم، ويفحمون كل مبتدع عنيد، أو فاسق بعيد.
وفي زماننا هذا علماء كثيرون، ومصلحون صالحون، نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله، والتأليف في بيان منهج الإسلام، وتوضيح فنون العلم، فكان لهم الأثر الطيب المبارك؛ بما خلفوه وراءهم من ثروة لا تقدر بثمن.
ومن هؤلاء العلماء الربانيّين: الدّكتور عبد الكريم زيدان -رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته، وجزاه عن أهل الإسلام خير الجزاء وأفضله؛ على ما قدّم في خدمة دينه-؛ فقد استشعر -نحسبه كذلك؛ ولا نزكّي على الله أحدًا- واجبه نحو هذا الدّين الذي يعتنقه، وواجب الشّكر عليه تجاه النّعم التي أسداها الله إليه؛ ومن أعظمها بعد نعمة الإسلام نعمة العلم والفقه في الدين، فأخذ ؒ في تأليف الكتب الإسلاميّة النافعة؛ في مجالات عدّة منها: (العقيدة، والفقه، وأصول الفقه، والدّعوة)، يكتبها بأسلوب بديع؛ واضح بيّن، المختصّ وغيره سواءٌ في فهمها، وسهولة أخذ فوائدها؛ ملتزمًا فيها بمنهج الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمّة، وكان له كذلك مشاركة ثرة نافعة في كتابة المقالات، وتسجيل اللقاءات، والمشاركة في الندوات، والمؤتمرات، وغيرها من الوسائل الدعوية.
فترك ؒ تراثًا يانعًا، وأرضًا خصبة، ومجالًا فسيحًا للدراسة والتنقيب.
ولما كان من متطلّبات الدراسة في مرحلة الماجستير؛ إعداد أطروحة علميّة في مجال التخصّص، فقد آثرت -بعد استخارة، واستشارة- أن تكون أطروحتي دراسةً لجهود الدّكتور عبد الكريم زيدان -رحمة الله عليه-، في تقريره لبعض مسائل العقيدة، وخدمة الدعوة الإسلامية، ليكون عنوان الأطروحة: "عبد الكريم زيدان: جهوده الدّعوية، وآراؤه العقدية"، أبحث فيها حياة الدكتور عبد الكريم زيدان، وعصره الذي عاش فيه، ومنهجه في الدعوة إلى الله، ووسائله وأساليبه فيها، ومسائل العقيدة التي قرّرها، وموقفه من الأديان والمذاهب المخالفة للإسلام.
والله أسأل السدّاد والتّوفيق، وأن يُعينني تعالى أن أقدّم في هذه الأطروحة ما يخدم ديني، وأمّتي، وأن يكون هذا العمل مباركًا خالصًا لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أهمية الموضوع، وأسباب اختياره:
- تتركّز أهميّة هذا الموضوع في كونه يتعلّق بعالِم معاصِر؛ سعى جاهدًا لبيان الحقّ في عدّة مجالات منها: العقيدة الإسلامية، والدعوة إلى الله، بالإضافة إلى جهوده الأخرى في أبواب متعدّدة من الدّراسات الشّرعية.
- المكانة العلميّة للدكتور عبد الكريم زيدان ؒ تعالى، فبعض أقسام الدّراسات الشرعية تقرّر بعض مؤلفاته مناهجَ دراسيّة لطلابها، كقسم الدّراسات الإسلاميّة بجامعة الملك عبد العزيز.
- إظهار جهود أحد العلماء الربانيّين في معالجة قضايا الأمّة، وبيان العقيدة الصّافية عنده في عدد من المسائل.
- معاصرة الدكتور عبد الكريم زيدان ؒ لنوازل مازالت الأمّة تعيش ألمها، وتتجرع مرارتها، فدراسة جهوده في مواجهتها، ومحاولة الاستفادة منها؛ أمرمُهم، وفيها تقديم نموذج معاصر للدّعاة، والمهتمّين بالقضايا الشّرعية.
- أنّ للدكتور عبد الكريم زيدان ؒ مؤلّفات في العقيدة، والدعوة، وأبحاثًا في المذاهب الفكرية المعاصرة تستحق الدراسة، إلى جانب إسهاماته الدعوية الأخرى؛ التي لم تظهر بعد، ولكنّها موجودة في ثنايا التّسجيلات، والمرئيّات، وغيرها من الوسائل الحديثة، والتي لم تأخذ حقها من الدّراسة؛ من قِبل طلبة العلم.
أهداف دراسة هذا الموضوع:
يكمن الهدف الرئيس من هذه الدراسة في إبراز الجهود الدعوية التي قام بها الدكتور عبد الكريم زيدان ؒ، والمسائل العقدية التي قررها، وهي في التفصيل كالتالي:
1/ إبراز المنهج الدعوي الذي اتبعه الدكتور عبد الكريم زيدان ؒ في الدعوة إلى الله، وبيان جهوده من خلال الوسائل والأساليب التي استخدمها.
2/ بيان عقيدة الدكتور عبد الكريم زيدان ؒ؛ من خلال دراسة أهم المسائل العقدية التي قررها الدكتور في مؤلفاته.
3/ بيان موقف الدكتور عبد الكريم زيدان ؒ من المذاهب الفكرية المعاصرة؛ من خلال دراستها كما وردت في أبحاثه.
منهج البحث والدّراسة:
اتبعت في هذا البحث المنهج الوصفي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الاستنباطي، فقمت بالتالي:
- عند الترجمة للدكتور عبد الكريم زيدان ؒ اعتمدت في الغالب على ما وجدته في موقع الدكتور عبد الكريم زيدان الرسمي، وعلى ما أمدني به ابنه الأستاذ محمد بن عبد الكريم زيدان.
- استخرجت المنهج الدعوي للدكتور عبد الكريم زيدان ؒ من خلال قراءة كتبه الدعوية.
- جمعت الجزئيات المتعلقة بالعقيدة مما كتبه الدكتور عبد الكريم زيدان ؒ، ثم وزعت المادة العلمية التي جمعتها على المباحث الواردة في الخطة، وعند دراسة أي مسألة من المسائل العقدية التي قررها الدكتور عبد الكريم زيدان ؒ؛ أبدأ الحديث عنها بتوطئة أذكر فيها تعريفًا بالمسألة، ثم أُتبعها بذكر ما قاله الدكتور فيها، ثم أذكر أقوالًا لبعض السلف في هذه المسألة، مدللة بذلك على أن الدكتور ؒ موافق لمذهبهم، وسائر على منهجهم.
- عند الاقتباس النصي من أي مرجع؛ فإني أضع النص المقتبس بين قوسي تنصيص، ثم أذكر في الحاشية اسم المؤلف، ثم اسم الكتاب مع وضع خط تحته، ثم رقم الجزء، والصفحة، أما إذا كان الاقتباس بالمعنى؛ فأذكر المرجع في الحاشية مسبوقًا بكلمة: "اُنظر".
- ذكر معلومات المراجع كاملة عند أول ورود لها في الحاشية، وإذا تكرر ذكر المرجع؛ فإنني أكتفي بذكر اسم المؤلف، ثم أتبعه بقولي "مرجع سابق"، وإن كان للمؤلف أكثر من مرجع مستفاد منه في البحث؛ فأذكر اسم الكتاب مسبوقًا بجملة "مرجع سابق".
- استخدمت في كتابة الآيات الرسم العثماني، وعزوتها إلى مواضعها في المصحف؛ وذلك بكتابة اسم السورة، ثم رقم الآية في حاشية الرسالة.
- خرجت الأحاديث النبوية، وعزوتها إلى مواضعها من كتب السنة، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بالعزو إلى موضعه منهما، وإن لم يكن فيهما؛ فإني أخرجه من كتب السنة الأخرى، مع نقل حكم العلماء عليه –إن وجد-.
- ترجمت للأعلام الوارد ذكرهم في متن الرسالة - ماعدا الصحابة؛ لعدالتهم، وأئمة المذاهب الأربعة، وأصحاب الكتب الستة؛ لشهرتهم - ترجمة موجزة، وافية بالغرض، عند أول موضع يرد فيه ذكر أحدهم، ولم أحل على الترجمة إن تكرر اسم العلم إيجازًا.
- عرفت بالفِرَق، والأماكن غير المعروفة التي وردت في الرسالة؛ عند أول ذكرها؛ من الكتب المعتمدة في ذلك -بقدر المستطاع-.
وضعت خاتمة تحتوي على أهم النتائج التي توصل إليها في البحث، وأهم التوصيات.
- ذيلت البحث بعدة فهارس؛ لتيسير الاستفادة منها. |