المؤلفات --> مقالات
مقال مناجاة
مناجـــــاة مقال قديم كتبه الشيخ عبدالكريم زيدان مخاطباً اخوانه في العمل الدعوي الاسلامي, المقال نشر في مجلة الاخوة الاسلامية لسان حال جماعة الاخوان المسلمين آنذاك بعددها العاشر الصادر في 17 رجب 1372هـ الموافق 3 نيسان/ابريل 1953م. بقلم: عبدالكريم زيدان اخي ... اين انت الان؟ افي حجرتك تفكر في دعوتك؟ ام في مسجدك تُسبح بحمد ربك؟ ام في حساب مع نفسك؟ أم في خلوتك واضعا يدك على خدك والمصحف في حجرك والدمع يجري من عينيك وانت تقرأ كتاب ربك؟ أم بين اخوانك تحدث وتدرس؟ أم في جمع من الناس تبشر وتنذر وتعظ وتذكر؟... اين انت الان ايها الاخ الحبيب؟. ان روحي لتجوب الآفاق الآن لتطلع عليك وترف حواليك لتبثك نجوى ولتفرغ في قلبك حديثا, أفتسمح لي بشيء من وقتك لتصغي الى ما اقول؟ فلقد الح علي الشوق وبرح بي الحب وامتلأ القلب ففاض على لساني, ولم يعد بإمكاني الكتمان. اين انت الآن ايها الاخ الحبيب... قل لي بربك ولا تكتم ولا تتخفى علي فليس من شيمة الاخ ان يتخفى على أخيه ويتستر على شقيق روحه... افصح ولا تتمتم فقد عيل صبري بانتظار امراً احوج ما اكون اليه وكاد نور املي يخبو ولما ابلغ الغاية والركب قد بعد ولا ازال في انتظارك... فقل لي اين انت الان؟ فاني بحاجة الى قربك لهدهدَ الآمي واشاركك آمالي... لقد احببتك حبا احتسبه عند الله فبادلني حبا بحب وودا بود فالمتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة. اخي... لقد قال العارفون: اعط دعوتك  كَلَّلَك, وقتك وفكرك وجهدك ومالك وروحك, فلم نبخل بهذا العطاء وهو بجنب رضا الله قليل؟ وهل نحن وما نعطي الا عارية نردها الى معيرها؟ ووديعة نسلمها الى مودعها؟ فما هذا الشح ونحن نسمع قول الله (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم....) افلا نجاهد نفوسنا لتجود بهذا العطاء ونحن نعلم ان الخُلُق  بالتخلُّق والطبع بالتطبع والدعوة لن تنجح الا بهذا النوع من الدعاة الذين يعيشون لها ولا يعيشون عليها (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا). اخي أيردُكَ عن دعوتك ما تجد في طريقك من وِهاد واخاديد واشواك وانت تعلم ان طريقك سيوفى بك الى جنة عالية قطوفها دانية....؟ لا, ان ثقتي بك كبيرة وظني بك حسن, فاستشعر رفقه من سار قبلك في هذا الطريق من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.... لتقوى على السير وتندفع نحو الغاية. أخي... احاضر انت للابتلاء والامتحان؟ فالذهب لا بد له من افتتان لينقى من خبث ويصفو من كدر (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ). اخي... ارفع مصباحك عاليا وضمه الى مصباح غيرك فما ينبغي في الظلمة الشديدة ان تتباعد الشموع وتتفرق المصابيح... ولا تبتئس اذا لم يبصر البعض نورك فليست العلة في قلة النور وضعف الضياء ولكن في سمك العِصَابة التي على الابصار والبصائر (وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ). اخي اودعك ولا اطيل عليك وان كان قلبي كثير التلفت اليك فقد تعلمنا فيما تعلمناه اذا كانت لك حاجة مع اخيك فأوجز فالوقت قصير والاعمال كثيرة. والله اكبر ولله الحمد اخوك: عبدالكريم زيدان
تجد هذه الصفحة في موقع الموقع الرسمي للشيخ عبدالكريم زيدان (الموقع الرسمي للشيخ عبدالكريم زيدان)
https://drzedan.com
الارتباط إلى هذه الصفحة
https://drzedan.com/content.php?lng=arabic&id=188