المؤلفات --> مقالات
حوار مع جريدة البصائر 2007/10/15 م
حوار مع جريدة البصائر 6ذوالقعدة 1437هـ 2007/10/15م
الهيئة نت - مكتب عمان
حاوره :جاسم الشمري . عمان
س/ سماحة الدكتور عبد الكريم زيدان حفظك الله ورعاك ، كيف تنظرون فضيلتكم للأحداث الجارية على الساحة العراقية اليوم؟
الجواب: إن واقع العراق هو عبارة عن حدث كبير حدث في العراق وأهله ونحن ننظره في ضوء قوله تعالى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )، وهنالك سنن في الأفراد والجماعات هذه الحقيقة هي مختصر لما يجري في العراق.
ماهي السنن الإلهية ؟ هي قوانين ، أي هي الشي المتكرر المعتاد هذا قانون لا يتغير (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا), لا يوجد تغيير لهذه السنن والقوانين؛ وهي أي السنن والقوانين هي جزء من الدين الإسلامي التي جاء ذكرها في الإسلام ويجب معرفتها والتففه بها.
لكن مع الأسف لم نجد كتابا يعنى بهذه القضايا بالتفصيل بالفقه الإسلامي، يجب أن نعرف انه ما من حدث يحدث في الكون من ورقة تقع ومطر يهطل وإعصار وهذا كله يخضع لقواعد وقوانين ثابتة لا تتغير لا يوجد في العالم شيء اسمه صدفة.
الصدفة معناها حدث لانعرف سببه، مجيئكم هنا ليس صدفة وإنما خضع لعدة قوانين ربانية تكاثرت وأسباب تعددت إلى أن حصل هذا اللقاء ؛ ليس صدفة.
الصدفة هي حدث نجهل سببه، لكن هي لها سبب يعلمه من يعلمه ويجهله من يجهله.
الشي الثاني هذه القواعد الثابتة لا يخضع لها فقط الأشياء المادية مثل هطول المطر وهبوب الريح هذه أشياء مادية يعرفها المسلم والكافر والعلم هو عبارة على أن تعرف هذه القوانين الربانية التي يخضع لها الكائنات الحية والجامدة مسألة الفلك والنجوم والإنسان والنباتات ؛ لكن توجد قوانين ثابتة يخضع لها الأفراد والجماعات مسالة الفلك النجوم الإنسان النبات وغيرها ، في حياتهم مثل سعادتهم رقيهم وتقواهم هذه كلها لها قوانين ثابتة لا تتغير أبداً كما لا يتغير القانون الذي بموجبه يسقط المطر؛ ولكن ما هو الفرق؟
الفرق إن الأحداث المادية كنمو النبات كغليان الماء في درجة حرارة 100 وانجماد الماء بدرجة صفر هذه قوانين ثابتة نستطيع أن نعرفها ونستطيع أن نعرف المدة التي تستغرقها لحصول هذا الحدث وتعرف المدة التي يستغرقها حدوث هذا الحدث؛ لكن القوانين الاجتماعية نعلم نتيجتها لكن لا تعرف متى تحدث ومن غير المعقول أن تضع ماءاً على النار ثم يبرد هذه القوانين الاجتماعية ثابتة لكن لا نعرف متى تقع وتحدث نتيجتها، والحديث الشريف (إنما اهلك من كان قبلكم انه كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد
).
هنا نقف عند قوله ﷺ إنما اهلك من كان قبلكم أي إن الهلاك وقع على الأمم السابقة بسبب هذا الظلم إذاً هذا قانون ، الظلم إذا تفشى وظهر في امة من الأمم فان تلك الأمة ستهلك هذا نؤمن به لحديث رسول الله ﷺ لكن إذا وجد الظلم متى تهلك الأمة؟ وما مقدار الظلم الذي يستمر حتى تكون النتيجة وهي الهلاك؟
إذا رأيت امة يقع فيها ظلم من الحاكم للمحكومين ومن الظلم بين الأفراد اعرف قطعا إن هذه الأمة ظهر فيها علة لهلاكها هذا الظلم كم مقدار انتشاره حتى يمكن أن يكون سببا للهلاك، لا نعرفه؛ إذاً كلما تكاثر الظلم كلما قويت العلة للهلاك ، كم المدة التي تستغرق حتى تهلك الأمة لا أستطيع أن اعرفها لكن اعرف يقيننا إنها تهلك ، والهلاك هو إما بالزوال كما جرى للأمم السابقة أو الاضمحلال أو يتغلب عليها العدو ولا يكون لها وجود.
على الأمة قطعا من اجل ذلك هناك من العلماء من قال تبقى الدولة العادلة وان كانت كافرة وتهلك الدولة الظالمة وان كانت مسلمة، تعليل هذا الأمر واضح لان المظلوم كالواقف على النار.
إذاً هذه السنن الإلهية يجب معرفتها، "
مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ " هذا قانون؛
السيرة النبوية الشريفة عندما أوقف النبي ﷺ جماعة (ثلاثون أكثر اقل لا اعرف )وقال لهم قفوا على الجبل ولو رأيتم المشركون يضربون ظهورنا فلا تبرحوا مكانكم وكان ذلك في معركة احد، ففي الوهلة الأولى انتصر المسلمون وانسحب المشركون أمام المسلمين الذين وقفوا على الجبل ينظرون لما جرى على أرض المعركة وظنوا إن المعركة قد انتهت فأراد بعضهم بل الكثير منهم أن ينزلوا ويشتركوا مع المسلمين في تتبع المشركين وجمع الغنائم ، أميرهم و قائدهم ،قال لهم ألم تسمعوا قول النبي ﷺ لنا فقالوا له: إنَّ المعركة انتهت وانهزم المشركون لكن بقي أميرهم هو ومعه بعض المقاتلين ؛ وكان في الجانب الآخر خالد بن الوليد - وكان يوم ذاك مشركاً - على جبل آخر فلما يرقب الجبل ومن عليه من الجنود فلما راءاهم قد نزلوا من الجبل إلا القليل منهم هجم عليهم وقتلهم وانحدر هو ومن معه من المشركين يضربون المسلمين في ظهورهم وكان ذلك سبب الهزيمة ؛ القانون هنا إنهم خالفوا أمر رسول الله ﷺ واستغل العدو الأمر وحصلت الهزيمة، إذاً مخالفة أوامر الشرع المتمثلة بما جاء بالقران الكريم والسنة الشريفة هو سبب للهلاك، وعدم اخذ الأسباب المادية من حيث المواقع والمواضع المهمة كما يراها الإمام الحاذق، ما وقع في العراق يقرا بموجب قوانين وسنن إلهية ترتب على عدم ملاحظتها من قبل الكثيرين جعل هذا الذي يحدث في العراق.
إنما يجب على الأفراد والجماعات أن يفتشوا لما وقع هذا الأمر في البلاد أين النقص ؟إما بسبب فسوق أو عصيان وهما من أسباب الخسران هذه أمور لاشك فيها "
إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ
" ونصرة الله أن تنصر دينه ومفهوم المخالفة انه لن ينصرك إن لم تنصره ، ونصرة الدين هو التمسك به والدعوة إليه، هذه هي سنن الله، أما تقول لي كيف نحن مسلمين اليهود كيف اخذوا فلسطين، عليك أن تبحث عن أسباب عدم النصرة الإلهية.
س/ وإذا قيل أعداءنا أكثر منا فسقاً ومعصيةً كيف نوفق هنا بين الحالتين؟
الجواب: الجواب على ذلك إنه من جملة ما قضت به السنة الإلهية إن الأسباب المادية يجب ملاحظها ولا يكفي أن تأخذ فقط بالأسباب الدينية وهي إيمانك بمبادئ الإسلام دليلنا على ذلك (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ), من رباط الخيل من القوة المادية كما إن (القوة) الواردة في الآية تشمل سائر القوى المادية التي ترهب العدو ولا يظهر بإيمانك بقلبك وأنت جالس فقط في الجامع وإنما ترهبه بإيمانك الذي له مظهر خارجي وهو سيف قاتل أو غيره.
قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) ثم قال تعالى (الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا , فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ , وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، إذاً الكثرة لها اثر وهي سبب مادي فالكافر إذا كان عنده أسباب القوة المادية من كثرة عدد وتنظيمه وسلاحه وفي المقابل المسلمون عندهم بلا شك قوة معنوية وهي الإيمان لكن لا يكفي هذا لو كان يكفي هذا لما أمرنا الله سبحانه بإعداد القوة التي تشمل كما قلنا سائر القوى المادية، ولما دعا الله الناس للجهاد فالكافر اخذ بالأسباب المادية بجميع أنواعها وثابر عليها بجهد كالمشركين كانوا يقاتلون دفاعا عن الباطل لكن منتفعين بها وخرج المشركون وجهزوا وحاصروا المسلمين في المدينة بعشرة الأف مقاتل إذاً الأسباب المادية تمسك بها الكافر تمسك هائل وتفنن في اختراع الأسلحة وغيرها من أسباب القوة والمسلمون غفلوا عن هذه القوة المادية وضعفوا في القوة المادية وكتحصيل حاصل سوف يغلبون
.
التعامل مع احاديث الغيب
س/ كيف نتعامل مع الأحاديث التي ورد فيها حدوث أشياء في المستقبل؟
الجواب: تؤمن بها إذاً صح سندها
.
س/
نحن نؤمن بها ولكن كيف نتعامل مع الحديث الذي يخبر مثلاً بتفرق الأمة؟
الجواب: نعم، يقع هذا ووقع وسيقع.
س/ هل نبقى ندعو إلى عدم الفرقة ولزوم الوحدة مع إيماننا بان الأمة ستفترق إلى فرق كثيرة كما جاء في الحديث النبوي الشريف؟
الجواب: إن وقوع الفرقة بين الأمة أمر كوني يدخل بمشيئة الله الكونية التي لا يخرج عنها شيء قط ،أما الأمر بالوحدة وهو أمر ديني شرعي واجب الطاعة يدخل في نطاق أوامر الشرع وفي إمكانية المسلمين قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) وعلى المسلم أن ينفذ ويسعى لتنفيذ ما أمر الله به مع إيمانه بأنه لا يقع إلا ما يشاء الله تعالى (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ , وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) ومثال آخر على مشيئة الله الكونية التي لا يخرج عنها شيء قط مع وجود الأمر الديني الشرعي وقد ورد في الحديث الشريف قال (لتقاتلن اليهود ويتحدث إن الحجر يتحدث ويقول تعال يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، إلا شجرة الغردق) أو كما قال رسول الله ﷺ هذا يقع لاشك فيه ،ولكن وقوعه لا أقول أنا استسلم ولا أقاتل اليهود منتظراً لذلك اليوم الموعود وهو إن المسلمين يقاتلون اليهود ويقول لي الحجر يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، لا يجوز القعود عن قتال اليهود الغاصبين لأرض المسلمين اتكالاً على مجيء ذلك اليوم الموعود.
س/ بعض الأشخاص يقولون إن عملك على التوحيد هو مخالفة للحديث النبوي الذاكر لتفريق الأمة إلى أكثر من سبعين فرقة؟
الجواب: نحن مأمورون بتنفيذ الأمر الديني الشرعي مع إيماننا بأنه لا يقع إلا ما يشاء الله وقوعه ؛ ولكن هذا الذي نفعله لا يمنع الذي سيقع والذي اخبرنا عنه الرسول محمد ﷺ لكون ما نفعله نحن هو ما أمرنا به شرعا وأما ما يقع فهو ما يشاء الله وقوعه.
س/ ماذا على المسلم في هذه الحالة؟
الجواب: على المسلم أن يحرص على أن يكون كما أمر الله تعالى من جهة أقواله وأفعاله.
احترام ذوي الاختصاص
س/ هل يدخل في مفهوم الأسباب المادية التدخل في اختصاص ذوي الاختصاص؟
الجواب: لاشك إن مما يدخل في نطاق الأسباب المادية التي يجب مراعاتها الاستماع والقبول لآراء ذوي الاختصاص فيما هم مختصون فيه من أمور الدنيا المختلفة، كاستماع وقبول الجند وغيرهم لأمر مخالفيهم من ذوي الاختصاص لان ما قلناه هو المبدأ والقاعدة؛ والمطلوب مراعاة القواعد العامة وان وقع خلافها في بعض الأحيان لان العبرة بالعام الشامل المتكرر وليس للنادر الوقوع ؛ مثال ذلك إذا رأى القادة العسكريين من وجوب التحصن مثلا في الخنادق أو التوزع على أماكن مختلفة إلى غير ذلك مما تقتضيه قواعد القتال التي يعرفها ذوي الاختصاص من العسكريين ومثل ذلك أيضاً إتباع الزراع لذوي الاختصاص في علوم الزراعة المختلفة ومثله أيضاً وجوب إتباع وصايا أو أوامر الأطباء من قبل المرضى الذين يعالجونهم ولا ينتقض قولنا هذا حتى لو أخطا ذوي الاختصاص في بعض الحالات.
وفي الوقائع التاريخية في التدليل على هذا الأمر انسحاب خالد بن الوليد - الذي أنقذ جيش المسلمين في معركة مؤتة والذي سمي من رسول ﷺ ؛ ونجح بسحب جيش المسلمين من مئات الآلاف من جيش الروم وهذا العمل ليس بمقدور أي أحد فعله.
وتمكن من تخليص ما بقي من جيشه في قتاله للروم حيث كان عدد المسلمين قليلاً لا يقوى على مقاتلة الروم، وقد وافقه جنده على هذا الانسحاب وإن اعتبره بعض أهل المدينة بأنه انهزام من المعركة وسمو خالد وجنده المنسحبين بـ (الفرارين) ولكن النبي ﷺ سماهم (الكرارون)؛ وهذه الأسباب المادية يجب تعلمها ومعرفتها.
اخرج من ذلك بنتيجة مهمة وهي أن يكون إيمان المسلم باركان الإسلام راسخاً في قلبه بمعزل عن الخارج ؛ الخارج قد يقويه لكن لا يجوز أن يجعل من أحداث الخارج مدخلاً لهز معاني الإيمان فيه.
تأثر إيمان المسلم بما حوله
س/ هل يتأثر إيمان المسلم بما يحصل للمسلمين من بعض الهزائم أو حالة الضعف التي هم فيها؟
الجواب: إن إيمان المسلم بالله ورسوله وكتبه وغيرها من المعاني الإيمانية يجب أن تكون راسخة في قلب المسلم وبمعزل عن حال المسلمين إذا كانوا في حالة ضعف وانكسار أمام أعدائهم لان إيمان المسلم قائم على معاني الإسلام وكونه دين الله الذي تيقن كونه من عند الله حتى صار بقدر يقينه في البديهيات وكما إن البديهيات لا تتأثر بالخارج بما يمكن أو يقال إنها تؤثر في اعتقاد الإنسان. فلهذا كان إيمان الصحابة الكرام من إنهم على الحق وان محمد ﷺ هو رسول الله حقاً يوم كانوا في مكة محاصرين خائفين حتى بلغ ضعفهم وخوفهم من العدو أن هاجروا إلى الحبشة وكذلك كانوا في معركة الخندق كإيمانهم الثابت يوم نصرهم الله ببدر أو كيوم شاهدوا بأعينهم نصر الله لهم على فارس والروم
.
بل إن المؤمن يرى في ما يحل بالمسلمين من ضعف أو هوان إنما هو مصداق بما اخبر الله به من سننه التي يخضعون لها في انتصارهم أو خسرانهم لهذا أخبر الله تعالى عن الصحابة في المدينة في معركة الخندق ( هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله
).
حكم الصائل
س/ ماحكم الصائل؟
الجواب: الصائل من يأتي حاملاً سلاحه يريد قتلك وأنت لا تستطيع أن تدفع شره إلا بقتله فالشرع يبيح لك اقتله ، أما أن جاءك وهو لا يريد قتلك كحامل عصا فلا يجوز قتله بمسدس لأنه لا يحمل أداة تؤدي إلى القتل إنما تدفعه بدون قتله
.
س/ ما هو الحكم الشرعي إذا تخاذل المسلم في نصرة أخيه مع قدرته على ذلك؟
الجواب: لا يجوز لك إذا أنت لديك قدرة ولا تدفع عن أخيك مسئول أنت عن تخاذلك أنا قلت لك عن دفع الصائل هذه الرخصة في قتل الصائل غير مقصورة على المصول عليه بل على غير المصول عليه إذا رأى واحد ظالم يريد أن يقتل هذا البريء يعرفه بريء ويقدر هو يرهبه عليه أن يفعل ما يمكنه في هذا الموقف لإرهاب الظالم وحماية المظلوم
.
س/حتى لو كان هذا الصائل مسلم؟
الجواب
: أخي لو كان الصائل إمام مسجد ورايته يصلي بالناس ينطبق عليه نفس الحكم السابق.
س/ الاحتلال الأمريكي واضح للجميع, هل يجوز الاستعانة به على المسلم؟
الجواب: استعانة المسلم بغير المسلم لا تجوز إلا إذا كان للمسلم حاجة بهذه الاستعانة وبشرط أن يكون المستعان به وهو غير مسلم تحت أمرة المسلم.
الواجب على المسلمين في العراق
س/ شيخنا ما هو الواجب الشرعي على أهل السنة في العراق في هذه المرحلة؟
الجواب: هذا الواجب ما أمرهم به الشرع أن يعتصموا بعضهم ببعض أن يدفعوا عن أنفسهم هذا الذي نحكي به أما أن يختلفوا ولا يتفقوا هذا شيء آخر؛ الله سبحانه وتعالى يقول (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)؛ يجب أن يلبون هذا الطلب ويتنازلون عن أي خلافات أخرى لا يأمر بها الإسلام أمور شخصية وغيرها من الأمور الأخرى.
أتنازل بالقدر الذي يسمح لي الشرع أن أتنازل وضرب لنا ابن تيمية رحمة لله عليه مثال ونحن نقيس عليه يقول لو كان الإمام جاء ليصلي بالمسلمين وهو من اعتقاده إن البسملة في مذهب الشافعي انه يظهرها لا يسرها بقلبه ويظهرها كأية من الآيات لكن الإمام يعتقد الأفضل أن يظهرها – والعلماء مختلفون في هذه المسالة - فهل الأفضل إظهار بسم الله الرحمن الرحيم بحيث يسمعها الآخرين أم الأفضل أن يقولها بنفسه ولا يسمعها الآخرين؛ فالإمام إذا كان الأفضل يسرها بنفسه لكن يرى المسلمون الذين يصلي بهم يرون الأفضل الجهر بها عليه أن يجهر بها تأليفاً لقلوبهم فقيس على ذلك تأليف الجماعة كلما أمكنني أتنازل عن أرائي الراجحة لرأيهم المرجوح لتأليف قلوبهم حقيقة افعل ذلك.
س/ من يمثل بتقديركم المرجعية التي ينبغي إتباعها بالنسبة لأهل السنة في العراق؟
الجواب: كل واحد عنده علم غير محصور بشخص ما؛ فان كان بالدائرة علماء كثيرين يختار من يراه الأعلم أو الأقرب له أو ما إلى ذلك، هذه مسالة يرجع اجتهاد الفرد أو لما يتيسر له من يسأله واحد مثلا في خانقين أو في البصرة لا يشد الرحال ويأتي لبغداد ليسأل لا، بل يسال أهل العلم الموجودين فإذا لم يرى عليه كما قال الفقهاء يرحل عند ذلك إلى بلد آخر يسال فيه أهل العلم أو يقيم هناك.
كيف نقضي على التفرق
س/ كيف يمكن القضاء على التفرق واختلاف الروح بين صفوف أهل السنة بالعراق؟
الجواب: هنا نذكرهم إن الذكرى تنفع المؤمنين تذكرهم بهذه المعاني وتقول لهم نحن مسلمين المسلم مرجعيته الإسلام وأنت مسلم مرجعيتك الإسلام إذاً اختلافنا نرجع به إلى الكتاب والسنة وأقوال الفقهاء أنت لديك حجة تأتي لي بها من الكتاب والسنة وأقوال الفقهاء ثم نحتكم لها أما أن تقول لي لا نترك الإسلام على جنب أقول له لا جدال لي معك لان لما تقول هكذا وتؤمن بذلك أنت لا تكاد تبقى في دائرة الإسلام يكون مرتد هذا.
الحل للازمة العراقية
س/ لو اسند إليك الحل برأيك كيف نخرج من هذه الفوضى العارمة الموجودة في البلد؟
الجواب: نقول لهم نرجع للإسلام فهل تقبلون برأيي أم عندكم رأيٌ مخالف هي الشورى أخي الكريم الله سبحانه يقول للنبي ﷺ (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) الله اكبر ؛ رسول الله المؤيد بالوحي الله يأمره بالتشاور يعني اسمع لآرائهم وقل لهم أريد أن افعل كذا وكذا فكيف الذي يأتمر على أهله أو حزب أو كذا لا يشاور جماعته لا يجوز له ذلك ، هذا الحكم هكذا ؛ يعني يقول لهم كذا إن رضيتموني أن أكون رئيسا لكم أميراً لكم وأنا أحس بقدرتي فعلي أن اقبل فاتبع الحكم الشرعي أشاور جماعتي بما أراه كذا أناقشهم لكن الرأي الأخير لي وليس لهم.
حكم الفيدرالية
س/ والفدرالية ما رأيك بها؟
الجواب: هذه باطلة وتقسيم لأرض العراق والإسلام يأمر بتوحيد بلاد الإسلام وليس تقسيمها.
نصيحة لجميع المسلمين
س / نصيحة أخيرة للمسلمين في كل مكان؟
الجواب: نصيحة عامة لجميع المسلمين في أي مكان أفراداً كانوا أو جماعات أو أحزاباً سياسية أو غير سياسية أن تكون مرجعيتهم جميعا الإسلام فقط، وليس أي شيء آخر ،فتكون هذه المرجعية حاكمة وشاملة لكل ما يصدر عنهم في كل ما يأخذون ويتركون، تجعل همك أقوالك أفعالك مع نفسك مع أفراد عائلتك مع إخوانك مع أصدقاءك مع الجماعات ما ترفض ما تؤيد ، كل بإذن من الشريعة الإسلامية ترجع لها تفهمها تقول لك افعل كذا لا تفعل كذا، بقدر ما يستطيع لا يخرج عن هذه المرجعية شيء قط لا يجوز مطلقاً؛ ومن يبيح لنفسه الخروج عن هذه الدائرة ويسمح لنفسه أن يفعل بمعزل عن المرجعية المسلمة هذا يخشى على إيمانه يكون مرتداً إذا قال لا، لا توجد حاجة فهو مرتد ، لكن إذا قال طيب نرجع ونحن ناس مسلمين ومؤمنين نحن نقول له لا، هذه تدليسات عليك تركها وعليك الالتزام بذلك وتنفذه ويجب أن تؤمن إيمان كامل مثل إيمانك بان الصلاة واجبة قد تتكاسل لكن يبقى إيمانك ثابت لان الإيمان واجب وأنت مقصر أما أنت تترك الصلاة وتجادل عن تركها وانه لا توجد حاجة للصلاة نعوذ بالله هنا يكون شيء آخر وهو الارتداد عن الدين.
بارك الله بكم سماحة الشيخ وحفظكم الله ، ومتعكم بالصحة والعافية.
الجواب: بارك الله بكم وحياكم الله. |