الأرشيف --> الفتاوى
فتوى المشاركة مع غير المسلم في الاتفاقات والاجتماعات (مؤتمر لندن 2002م)
فتوى المشاركة مع غير المسلم في الاتفاقات والاجتماعات (مؤتمر لندن 2002م)
في نهاية عام 2002م بدأت في لندن تحضيرات لعقد مؤتمر للمعارضة العراقية في الخارج يشترك فيه العراقيين بمختلف اطيافهم, المسلمين و غير المسلمين لمناقشة وضع العراق آنذاك, وقد عرض على الشيخ عبد الكريم زيدان في حينها بيان الحكم الشرعي في الاشتراك مع غير المسلم في الاتفاقات والاجتماعات.
وبعد انعقاده وبيان حقيقته وارتباطاته واهدافه اصدر الشيخ عبد الكريم زيدان بيانا حول هذا المؤتمر وما اصدره من قرارات.
الموقع ينشر اجابة الشيخ على السائل عن المشاركة قبل انعقاد المؤتمر, وبيان الشيخ بعد انعقاده.
سؤال: ما هو الحكم الشرعي في المشاركة مع غير المسلم في الاتفاقات والاجتماعات؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد:
أولاً: تجوز المشاركة – مشاركه المسلم مع الغير- وأن لم يكن مسلماً بشرط أن يكون موضوع المشاركة أو الاتفاق جائزاً شرعاً والدليل على ذلك من وجوه
:
الوجه الأول: معاهده النبي
ﷺ
مع يهود يثرب (المدينة) وقد جاء في هذه المعاهدة:
(
وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة)
الوجه الثاني: صلح الحديبية، حيث عقد النبي
ﷺ
معاهدة الحديبية ومنها, (وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضه عن بعض) (ومن أحب أن يدخل في عقد النبي
ﷺ
وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، ويعتبر من يدخل في عقد فريق من الفريقين جزءً منه، يعتبر العدوان عليه عدواناً على الفريق الذي انضم إليه) وقد انضمت قبيلة خزاعة إلى عقد محمد
ﷺ
وعهده, وانضمت بنو بكر إلى قريش.
الوجه الثالث: حلف الفضول الذي جرى بين بطون قريش ومضمونه تحالفهم على نصرة المظلوم ضد الظالم مهما كانت قبيلته أو بطن الظالم والمظلوم، وقد حضر هذا الحلف رسول الله
ﷺ
قبل النبوة ومدحه
فقال
ﷺ
(ما أحب أن لي بحلف حضرته حمر النعم في دار عبد الله بن جدعان تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بلَّ بجر صوفه، ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت).
ثانياً: وبناءً على ما تقدم يجوز لك أن تشترك مع المجتمعين وأن اختلفت مشاربهم وعقائدهم بشرطان يكون الهدف ما يأتي:
-
المعارضة والمقاومة بأي وسيلة مشروعة لهجوم الأمريكان على العراق مهما كانت الدوافع ومهما كانت الأغراض لهجومهم.
-
مطالبه الحكومة (بإطلاق الحريات المشروعة للناس) وأن يتضمن البيان الختامي هذه الألفاظ لأنها مقصودة لا يجوز اغفاله.
ثالثاً: لا حاجة لإشتراكك في عضوية اللجنة المشرفة على هذا التجمع.
رابعاً: أن تبقى لك ولمن معك من المسلمين شخصيتكم الإسلامية فيما تقولون وتقترحون وتكون حجتكم للمجتمعين: أن هو متفق عليه فيما بيننا أننا نحمل عقيدة الإسلام، فينبغي أن تكون تصرفاتنا ووسائلنا غير مخالفة للإسلام، وفي الاسلام الكفاية لتحقيق اهدافنا في محاربة ومقاومة اعتداء الأمريكان، وفي مطالبنا للحكومة بإطلاق الحريات المشروعة للناس.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين.
الشيخ/عبدالكريم زيدان
شوال 1423 هـ
الموافق - كانون الاول – ديسمبر 2002م
****************************
بيان الشيخ عبدالكريم زيدان
بعدانعقاد مؤتمر لندن للمعارضة العراقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
سبق وان اصدرنا فتوى بحرمة التعاون مع الكفرة الامريكان المعتدين فبما يعدونه لمهاجمة بلدنا المسلم العراق. وقد ذهبت هذه الفتوى الى تحريم مجرد الميل القلبي لدخول الأمريكان الى العراق واحتلاله. وقد حازت هذه الفتوى على اجماع اهل العلم على محتواها, وصار من الواجب الشرعي العمل بها لان مخالفتها تعتبر مخالفة لما انعقد عليها من اجماع وان كان اجماعا سكوتيا.
وقد افزعنا وآلمنا ان مجموعة ممن يدعون انهم يمثلون اهل السنة والجماعة ان تشترك هذه المجموعة في لجنة المتابعة المنبثقة من مؤتمر المعارضة الذي انعقد تحت خيمة الامريكان وحسب تخطيطها. ان هذه المجموعة بعملها المشين هذا لا تمثل الا نفسها ولا تصلح ان تمثل غيرها من اهل السنة والجماعة لأنها باشتراكها بلجنة المتابعة لمؤتمر المعارضة الامريكي فقدت عدالتها وكشفت عن جهلها بأبسط معاني الاسلام وهي حرمة معاونة الكافر الذي يصرح بانه يريد الاعتداء على العراق البلد المسلم. ومن المعلوم ان فاقد العدالة او الجاهل بأحكام الاسلام لا يصلح ان يكون قائدا لغيره ولا ممثلا له ولا نائبا عنه ولا مرشدا له. وبناء على ما تقدم يجب على كل مسلم له ارتباط بهذه المجموعة او بمن يؤيدها الانكار عليها والتحلل من الارتباط بها والمتابعة لها لان هذه المجموعة بعملها المشين هذا قد سلكت غير سبيل المؤمنين في الامتناع عن معاونة الامريكان عن طريق مؤتمرهم المسمى بمؤتمر المعارضة, ومن لا يفعل ذلك ويعلن براءته منها وممن يؤيدها فانه يعرض نفسه لما جاء في قوله تعالى في سورة النساء الآية 115 (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
الشيخ عبد الكريم زيدان
27 شوال 1423 هـ الموافق 31-12-2002م |